الجمعة، 22 مارس 2013

أمي

كديم يجوب السماوات فوق البيادر
ويسكب دمعاته في سكون
لتنمو السنابل
أرى وجه أمي
كشمعات عيد تضئ المعابر
 للسائرين
وتصفع حلكة درب السنين
أرى قلب أمي
كقطر الندى جاء يزجي البشائر
بتوديع ليل حزين
ومقدم فجر جديد مغامر
أرى صوت أمي
وفي  كل مرة أمضي
أجاهد صروف الحياة
ودرب لعوب
أجالد مغاليق حظي المقامر
مقادير عمري التي لاتخيب
وتنزف عروقي فوق الدروب
دماء بإمضاء قلبي الكئيب
ويجرف نفسي ضجيج المعاناة
يغرقها في الأسى واللغوب
وأبحث عن موئل للتمني
وأبحث عن منفذ للهروب
ومن حالكات الزوايا
ومن كالحات الدروب
أتى صوت أمي
كآذان فجر يشق عنان السماء
وينساب عبر أعالي الجبال
ويعلو النداء
إلي تعال
ألملم بقايا كياني المشتت
إلى حضن أمي أشد الرحال
إلى حيث نبع الحياة المصفى
إلى حيث روح الجمال
أغسل أشلاء قلبي هناك
وتنهل روحي رحيق زلال
من الدفء والحب والامنيات
وفضل دعاءها والابتهال
وأصحو جديدا بوهج جديد
وعزم يفل الصروف الثقال
وأمضي اجالد درب الحياة
وفي كل مرة
أعود لنبع الحياة
لأنهل عذب شذاه
وتمضي الحياة...........


                                                                                        محمد مصطفى بن زيادة

السبت، 2 مارس 2013

شعب فوق التصور

كتبت في 19/2/2013 ونشرتها في الفيس بوك

لك الحمد يامنّان:
يبهرك هذا الشعب بانفعالاته الصادقة وتصرفاته العفوية , معه تشعر أنه أكبر من كل التفاصيل الأخرى, من كل الاحداث المصطنعة وكل التصرفات الباهتة والخبيثة للساعين لمآرب ومصالح ضيقة, انه يأخذ الصورة بكاملها فيرتبك الآخرون ويتراجعون وتقف الاقلام حائرة ووسائل الاعلام عاجزة أمام هذا الدفق اللامتناهي من الفرح يحمل معه كل مشاعر الاعتزاز والفخر والانتماء والايثار والعطاء ...... أشياء ومشاعر ا...عتقدنا اننا فقدناها وأفقدتنا اياها أحداث جسام مررنا بها خلال حقبة الضنك والشقاء حتى اعتقدنا أننا لم نعد نعرفها ولكننا اكتشفنا انها مازالت بداخلنا كانت تغفو هناك في قرارة أنفسنا منكسرة تنتظر من يكسر أغلالها ويخرجها من قمقمها .. المشاعر الجياشة كانت تسكب بكل عفوية في الازقة والحواري والميادين أينما تسير يلاقيك الكرم ويحييك البشر والسرور لاتمر من شارع او حي الا وتخرج مضمخا بالورود والعطر والزهر ومحملا بالحلويات والمرطبات أصناف تعرفها وأخرى لاتعرفها ومتخما بمشاعر الود والابتهاج وأهازيج الفرح والانتشاء .. يالها من لحظات فريدة تساوي عمرا بأكمله.
شكرا ثورة فبراير
شكرا للشهداء والجرحى
شكرا لكل من ساهم في اهدائنا هذه الفرحة

على هامش احتفالات الليبيين

كتبت في 18/2/2013 ونشرتها في الفيس بوك

 فائدة أولى: في علم الادارة هناك قاعدة تقول ان المدير الماهر هو من يستطيع ان يجعل مرؤوسيه يشاركون في أي خطة أو مشروع من بدايته وكأنه مشروعهم وتكون افكارهم وآراءهم ومقترحاتهم جزء من خطة العمل واسلوب التنفيذ .. سيبهرك المرؤوسون عند التنفيذ لأنهم يشعرون بأنهم ينفذون أفكارهم ومقترحاتهم ويحرصون على نجاحها مهما تطلب ذلك منهم ... الثورة الليبية وبدون وجود رئيس أو قائد كانت من ...أفكار وآراء ومقترحات وتخطيط وتنفيذ الناس العاديين من جميع مستويات الشعب الليبي ومسألة نجاحها كانت مسؤوليتهم وهدفهم وقد تمكنوا من إنجاحها بعقولهم ومواردهم ونفوسهم ودمائهم وأرواحهم ولذلك فإن مسؤولية بقاءها واستمرارها ونجاحها في الوصول الى أهدافها هي التزام شخصي يشعر به كل من شارك فيها ولن يسمحوا لأحد أن يهدر جهودهم وتضحياتهم وزخم الاحتفالات وعفويتها وصدقها وقوتها رسالة واضحة لمن يجرؤ على الاقتراب من الثورة ومكتسباتها أو يحاول أن يتلاعب بها فإن زخم رد الفعل وعفويته وقوته سيكون صارما وعنيفا .
-رسالة الى كل الازلام بأن عهدهم انتهى واما أن ينتموا للعهد الجديد او يموتوا كمدا فثورة بهذا الزخم لن يوقفها أحد.
- رسالة الى الحكومة أمامك طاقة هائلة لو أفلحت في تسخيرها والاستفادة منها .ومشجب الازلام قد انتهى عهده فقد بان حجمهم وقوتهم وضىآلتهم
- رسالة الى الشعب لو نعود انفسنا على العمل والعطاء بنفس الزخم والحيوية والابداع الذي أبهر العالم في احتفالنا فسنبهر العالم بانجازاتنا .

مساء الافراح العظيمة

كتبت في 17/2/2013 ونشرتها في الفيس بوك

إنه مساء رائع ..فرح عارم بحجم المعاناة والقحط الذي عاشه الليبيون طوال اربعين سنة .. لكأنهم يحاولون مسح الندوب والجروح والألام المتراكمة في الوعي الجماعي لهذا الشعب الطيب .. انهم يحاولون استعادة نكهة السعادة والانبساط التي فقدوها حفبا مديدة حتى انهم لقبوا أنفسهم (بالشعب الفنّاص) لتفشي العبوس فيهم وندرة من يلاقيك بابتسامة من شدة الكدر والضنك خلال تلك الفترة .. بكل عفوية يخرجون الآن وينابيع البشر والفرح تنساب من ملامحهم دافقة رقراقة .. كبار وصغار وشباب وأطفال ونساء فتيات يرسمون مساء صاخبا مترعا بالافراح والسرور لا أعتقد أن الزمان يجود بمثله دائما .. يالها من اشارات تشير الى حجم الالم والمعاناة التي قاساها هذا الشعب البسيط فبقدر الالم تكون الفرحة وبقدر المعاناة يكون السرور .. اللهم أدم علينا بركتك ورحمتك وأدم علينا الفرح والسرور ووفق ولاة أمورنا لما فيه رضاك وخيرنا.

هذا اعلامنا ياسادة .. الى اين سيقودنا

كتبت في 15/2/2013 ونشرتها في (فيس بوك)

 باسم الله والحمد لله , خلال فترة معرض القاهرة للكتاب كان ضمن أخبار العديد من القنوات الليبية بأنه تم افتتاح الجناح الليبي وهو ضيف الشرف بالمعرض وبأن برنامجه يحتوي على كذا وكيت وكذا وكذا من النشاطات الثقافية والفنية وأن محتوياته متنوعة وجديدة وأن البرنامج اعجب الزوار ووجدوا فيه صورة مختلفة عما كان يعرض أيام النظام السابق من فكر الزعيم الاوحد وأن الجناح قدم وجها جديدا ومختلفا عن السابق للشعب الليبي وثقافته وفرحنا بهذه الاخبار وانبسطنا بهذا التطور الايجابي في أدائنا و طريقة عرضنا لثقافتنا وفننا حيث أن ذلك يعتبر مؤشر ايجابي إذا واصلنا في طريق التحسن باستمرار ودأب .. وبعد ذلك وأثناء اطلاعي على أحد المدونات الليبية وهي مدونة (الحياة من وجهة نظري لأحمد البخاري) وجدت المراسلة التالية واستاذنه في نشرها:
<<<اليوم الثاني والجناح الليبي رامض بمعنى الكلمة ، لا وجود لأي نشاط به أو حركة ، والقادمون لزيارته قليل جداً ، ويعتبر من أقل الأجنحة زيارة مقارنة ببقية الأجنحة .
* لا وجود للصف الأول ولا الثاني من المثقفين ، معظم المثقفين الليبيين لم يأتوا إما لأنهم أعتذروا ، أو لأنهم لم توجه لهم الدعوة .
* من أتى من باقي المثقفين والموجودة أسمائهم في جدول البرنامج الثقافي غير متواجدين في الجناح ، وغير مهتمين بالحضور إلا في يوم منشطهم فقط ، والباقي سائحون في أرض الكنانة ..
* نصف الوفد عبارة عن صحفيين ، ويا ريت كتّاب ، بل معظمهم فنيين ومحرري أخبار ، وبصراحة مع إحترامي للصحافة ، ولكن ما القيمة الثقافية لفني في صحيفة في غياب الأسماء الكبيرة من المثقفين .
* لماذا لم يتم إستجلاب أسماء ورموز كبيرة في المشهد الثقافي كـ( إبراهيم الكوني ) و ( هشام مطر ) ، بصراحة هذه هي الشخصيات التي تجعل جناحك يمتلئ بالزوار ، لأنها الأسماء المعروفة في الوسط الثقافي العربي ، وكان لابد من إستجلابهم من باب الدعاية والتسويق لجناحك ومشاركتك الليبية .
* الخلاصة ، لا وجود لأي حوارات ثقافية حقيقية على هامش الجناح وإلا إلتقاء لأدباء ولا مثقفين ، ولا حراك داخل الجناح ، فالجناح أشبه بشارع خاوي تتقاذفه الرياح في قرية نائية في أحد أفلام رعاة البقر.. وحتى الندوة الوحيدة اليوم كان يحضرها أنفار يعدون على الأصابع.
* فقط أوجه تحية للفتيات والشباب القادمون مع مؤسسة الصحافة على ما أعتقد ، فهم واجهة حقيقية فعلاً .. مجموعة من الفتيات وشاب بزي موحد لم يفارقوا أماكنهم ، ولم يغادروها ، ويقومون بدورهم الترويجي على أكمل وجه >>> انتهى الاقتباس.
هذا هو جناح ضيف المهرجان وهذه هي الثقافة الاعلامية التي ينضح بها اعلامنا الذي يتحرك امامنا لينير لنا الطريق حتى نتبين خطواتنا في الاتجاه الصحيح فإلى اين يقودنا هذا الاعلام البائس ..

الثورة والدولة .. وبينهما برزخ

كتبت في 25/1/2013 ونشرت  في (الفيسبوك)
 
بسم الله والحمد لله .... ان الانتقال من حالة الثورة الى حالة الدولة واعادة القوة والشرعية الى أجهزة الدولة الرسمية بعد فترة ظلت خلالها القوة والشرعية لدى الثوار بأجهزتهم وتنظيماتهم المختلفة بناء على تداعيات الاحداث ومتطلبات المرحلة هو أمر مهم وضروري ولكنه في نفس الوقت حساس ودقيق جدا وأي خطوات غير مبرمجة وغير محسوبة بشكل دقيق قد تؤدي الى عواقب وخيمة وان العمل الذي قام به الثوار في المجال الامني ر...غم ما شابه من قصور واختراقات كان عنصرا حاسما في المحافظة على مكتسبات الثورة وزخمها من المتربصين بها والساعين لافشالها وكل له اغراضه ومآربه الخاصة. وفي الوقت الحالي تقوم وزارتي الدفاع و الداخلية برسم الخطط واصدار القرارات من اجل اعادة القوة والهيبة لأجهزتها ولفرض سيطرتها على الساحة العسكرية و الامنية ولكن عند التنفيذ يتضح جليا ان الأدوات اللازمة لذلك لا زالت لم تصل الى القدرة الكاملة على التنفيذ وان اخراج وتفكيك اجهزة الثوار العاملة في المجال خاصة الشرطي والامني قبل وصول اجهزة الداخلية الى الجاهزية المطلوبة هو ببساطة يعني افراغ الساحة وافساح المجال لكل من في نفسه مرض ان يسرح ويمرح في البلاد بدون رقيب ولا حسيب والامثلة ظاهرة أمامنا وما يفعله المتطرفون والمهربون وتجار المخدرات في مدننا الرئيسية وفي قرانا البعيدة خير مثال. ان تذرع الجيش والشرطة بعدم قدرتهم على القيام بواجباتهم نظرا لوجود جهات اخرى أخذت مقراتهم ومارست اختصاصاتهم هو تذرع الضعيف العاجز والضعيف العاجز لا يمكن ان يوفر حماية للآخرين لانه لم يوفرها حتى لنفسه وعليه فان استبدال الاجهزة الموجودة في الساحة بأخرى رسمية جديدة يجب ان يتم بعد ان تقف الرسمية الجديدة على قدميها وتصبح اقوى من القديمة وقادرة على استعادة اختصاصاتها وممتلكاتها طواعية أو جبرا وعلى وزارتي الداخلية والدفاع أن تبحثا القيادات التي تمتلك القدرة والكفاءة والحماس والرغبة في التضحية من أجل صناعة وتجسيد مثل هذا الهدف. اننا عندما نتمعن في تجارب بعض قيادات الثوار الناجحة في تأسيس وادارة وحدات ولجان عسكرية أو أمنية بدون ان يزودوا بموارد ثابتة أويمنحوا صلاحيات رسمية ولكنهم رغم ذلك وبواعز ديني أو وطني تمكنوا من اضافة خطوة ايجابية في بنائنا الجديد ونقارنهم برجال يتربعون على كراسي المناصب ويمتلكون الصلاحيات اللازمة ويحصلون على الموارد المطلوبة لأداء مهامهم ولكنهم غير قادرين على اضافة شيئ ولا صناعة اي نجاح يتضح لنا أن صناعة النجاح تتطلب اختيار القيادات الصحيحة أولا وثانيا وثالثا ثم تأتي باقي المتطلبات ولاختصار الطريق علينا ان نبحث عن هذه القيادات بين الثوار الذين نجحوا في معاركهم وتحدياتهم في المراحل السابقة ولديهم تجارب واضحة ونوايا سليمة حتى نتمكن من التحرك الى الامام ونحن على يقين أننا في أيدي أمينة . ان ما يفعله الازلام والمتطرفون في بنغازي وما يفعله امراء الميليشيات وتجار المخدرات والخمور في طرابلس ومايفعله المهربون في اطراف البلاد وأقاصيها هو نتاج قصور امني واضح لم تتمكن الداخلية من تغطيته ولم يترك الثوار ليواصلوا عملهم الى ان تقف اجهزة الداخلية على قدميها وهذا خلل تدفع ثمنه الدولة ومؤسساتها والمواطن وأمنه وحياته . والى أن تثبت الدولة وأجهزتها قدرتها على استعادة ممتلكاتها وحمايتها وممارسة مهامها في حماية الوطن والمواطن عليهم الا يتركونا فريسة لكل متطرف يلبس مسوح الدين أو متعاط للسموم مريض أو طماع يعتدي على الحقوق فللأجانب دولهم التي تخاف عليهم وتطلب منهم المغادرة أما نحن فهذا وطننا ما لنا ملاذ ولا موئل سواه وهو ينظر الى كل ثائر أصيل وعالم جليل ومسؤول نبيل أن صفوا النفوس وشدوا الهمم فلم يبق الا القليل .. والسلام عليكم.