الجمعة، 3 أبريل 2015

مدينتي


في لجة الضياء

على ضفاف شاطئ عريض

منمنمٍ بالعشق والقريض

تجلس في سكون

حورية من نور

تغسل عن أقدامها ما تقذف السنين

من زبدٍ وجور

ماكثة تضمخ التاريخ والعصور

بألقها الفتان

ولونها الفريد

.....................................

تداعب الزمان والمكان

تمد قامةً فارعةً كالسرمد الوضاء

تغازل السماء

تنسج من أشعة الصيف ومن سحائب الشتاء

تمائم الخلود
وبهجة اللقاء

....................................

تفتح ملء الأفق صدرها الرحيب

وتحضن الحقول والبيوت والدروب

وتزرع الازقة العتيقة

وتملأ السلال والقلوب

بنبضها الحنون ووهجها الوضاء

...................................

تضمخ العرائس الحسان

بالسحر والطيوب

وتمنح القصائد الجميلة

بريقها العجيب

ونكهة الحياة

..............................

وعندما يهل موكب المساء

تؤوب في سكون

في معطفٍ من صبر حاكته لها ليالي البسطاء

مضمخ بالعشق .. بالأفراح .. بالدموع .. بالدماء

تعاند الدمار والردى

وتنثر السلام في المدى

تملأ راحتيها من تلألأ النجوم

وعبق البحر ومن رائحة عرائش الكروم

من همسةٍ يبثها الحبيب للحبيبة

بأنها الوحيدة

وعمره لغيرها حرام

من هينمات شاعر يعانق الحروف

يمزجها بروحه كي تثمر قصيدة

أو شمعة تصارع الظلام

من ومضة تخضل بالضياء

تنساب من نوافذ بيوتها العتاق

على رصيف هادئ ينام في سلام

في حضنها الرؤوم

تسكبها كبلسم يضج بالشفاء

تنثرها في الأفق والمدى

لتغسل الدروب من قتامة السنين

وتزرع البهجة في قلوب العاشقين

كي تزهر الأفراح والورود

كي يشرق النهار من جديد

.................................

مدينتي عروسة البحور

ذريني أجتلي أفاقك الجديدة

وغدك الجرئ

يولد من تعاقب الدهور

تصنعه السواعد العنيدة

ذريني أحتضن ثراك ياوحيدة

في قلبي المتيم المبهور

على مدى العصور

............................