طفـح الكيـل
أثناء الثورة المصرية خرج الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك في إحدى خطاباته الشهيرة بقوله أن الكيل قد طفح به مما يحدث وفي اليوم التالي خرجت علينا احدى الصحف بعنوان اقتبسته من هذه المقولة ومن الوضع في الميادين فعنونت صفحتها الرئيسية (رئيس طفح به الكيل ولم يرحل وشعب طفح به الكيل ولم ييأس) ومنه جاء مطلع هذه القصيدة وعنوانها :
طفح الكيل
طفح الكيل سيولا من غضب تتهادى في شموخ وصخــب
تغسل التاريخ من أدرانـــه وتعيد اللون في وجـــه شحب
تزرع الارض سناء وسناً وتحيل الافق غابـــات لهب
وهجها يجتاح ليلا بائســـا طـال حتى قد ظننــاه وجـب
قد تولى نسجه من حولنا كل أفــاق على الحـكم غلــب
نصبــوا أنفســـهم آلهـــة طالبين الخلــد في دار العطب
زرعوا الارض شقاءً وعنا وزنازينـــا ورعبـــا وكــذب
فإذاالأيـام ســجن كــالحٌ وإذا الأحــلام جـــرم لايُجـبّ
وإذا التاريخ يبدو حـــائرا وعلى سيمـــــاءه لاح العجـب
هــذه الأرض لها أبطالها لهم المجـــــد قديمــــاً ينتســـب
كــــيف لانـــوا خـــلــــف جـــــدرانٍ مــن الخــــــوف سنينـــا وحـقـب
جـــــاوبوه حين هبّــوا هبةً تطــــرد الأوهام رغماً والريب
تونس الخضراء قد خطـت لنا درب عـــــزّ من تقفــاه كســـب
أوقـــدت شعلتهـــــا وانطلقت صنع شعب غادر الخوف وهب
سنّ للأقــــدار شـرع واجب إن أراد الشــعب أن يحيا يُجَب
فإذا الاوثان تهوى من عــلاً وإذا الليـــل فلولٌ تنسحـــــــب
وانبـــرت أم الدنا متئــــدة تنســج الصبر خيوطا من غضب
ومــلايين الأيــادي الحانية تمسح الأوجاع عنها والتعب
هم بنوها حين ثاروا نخوة فإذا الميــادين هديرٌ مستحب
وإذا الأزهـــر نــورٌ ساطعٌ وإذا التحـــرير يأتي بالعجــب
وإذا الأهــرام عطـرٌ عابقٌ وإذا النيل شــرايين تصــــــب
زخمٌ يجتث خـوفٌ ضاربٌ في الخلايــا والحنايــا والعصب
زخمٌ يجتــاحهـا في نشـــوةٍ يغزل الأرواح والمهجــات حب
ينهمــر في كل ميدان وفي كل دربٍ .. نبــــــض ثوارٍ يثب
وثبـات لها نصلٌ قاطــــــع تبتر الطغيــــــــان إن البتر طب
ترسل المعنى الى أهـل النهى ويعيهــــا كـل ذي قـــلبٍ ولبّ
إن سيـل الحـق يعلو هادراً فاستفيقي يا قيــــــــادات العرب طفح الكيــل ولم يبقى سوى بعض صـبرٍ ونرى الليل هرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق