الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011

إبتهالات من العهد الاقدم

تائهٌ في كل اصقاع البلاد النائيـــــــــــة
في كياني .. في دهاليز عروقي يتجول
برد ريحٍ عاتيــــــــــــــــــــة...
قادمٌ من صلب أحلامي الدفينـــــــــــة
في خيـــــــــالاتي الحزينـــــــــــــــــة
منطلق من حضن ثلجٍ أو جليدٍ في الليالي الشاتية
زاحفٌ من كل آلام النفوس الساعية
في مشاوير نبيــــــــــلة ساميــــــة
برد ريحٍ عاتية
يحتويني .. يتمطى في ضلوعي البالية
يخترق أغوار روحي الساجيــــــــــــة
في محاريب التبتل
تبتهل .. تزجي التسابيح الحزينــــــة
كي تكون الشمس أدفـــأ مايكونـــــا
ويصير الحب خبز العالمينا
              .....................................
واجمٌ قلبي يقلب في سكيينة
في مساحات الزمان الحاضرة والماضية
وتضاريس الأماكن قاصية أو دانية
باحثٌ عن وجه عذراءٍ بهية
يمسح الأحقاد يجتث العفونة
باحثٌ عن ظل نورٍ أو سفينة
تنتشلنا من سراديب الظلامات المهينة
باحث عن لبّ روح الطهر فينا
كيف نرعاها لكي تغدو متينة
كيف بالإمكان تغيير المراكز
في حنايانا الدفينــــــــــــة
بين روح الطـــــــهر فينا
وتفاهات الأنانية اللعينة
كي تكون الشمس أدفأ ما يكونا
ويصير الحب خبز العالمينـــا
           ...................................................
سائلوا الأفق المضرج باحمراره
نقبوا الدهر المرصع بالانين
من عهود الغابرين
كل شريرٍ أتى للكون كل الطيبين
كل أفاقٍ وكل الأولياء الصالحين
كلهم كانوا صغارا
وعلى سيمائهم كانت ينابيع البراءة
تتدفق بغزارة
لم يكن في صدرهم للحقد مأوى
لم تكن أفكارهم تحمل قذارة
لم يلطخ طهرهم روث الحضارة
كلنا في البدء كنا سائرين
في طريقٍ واحد درب الطفولة
لم نكن نفقه معنى للرذيلة
لم نكن نتقن إخفاء المشاعر
خلف أقنعة مموهة بألقاب الفضيلة
كل دمعات جرت كانت حقيقة
كل بسمات رنت كانت أصيلة
ورويـــــــــــــدا ......
انطلقنا نقتفي أثر السنين
خطوات دونتها أسطر الاقدار في لوحٍ أمين
نسجت قصصا طويلة
هتكت فينا أهازيج البراءة والطفولة
خلفتنا لاهثين
نعبر الازمان ركضا خلف أوهام وفحواها جنون
ننسج الآثام مجدا وبطولة
وعلى هامات بعض نتسلق ونردد زاعمين
صانعوا التاريخ أفتوا من قديم
غاية الانسان تمنحه  الوسيلة
وتبرر طمس رايات الفضيلة
يـــــــــــــــــــــــــــــــاإلهي أي حق .. أي دين
لِم ياأبناء آدم .. لِم يا كلّ الحياري ؟
قد تغيرنا وكنا طيبين
لِم لَم نبقى كما كنا صغارا
زادنا حبٌ وكسوتنا طهارة
لِم ياقلبي الحزين ؟
يا نزيفاً من شجون
ياجراحاً تمتطيها كل آهات السنين
سابحاتٍ في بحار الملح في ليل الأنين
يا التياعاً صاعداً كالمدّ في دربٍ حرون
يطلق الآهات وهناءً عليلة
كيف بالامكان تتويج الطفولة
مملكة في كل قلبٍ من قلوب العالمينا
كي يموت الحقد قهراً أوجنونا
تنتفي روح الانانية اللعينة
كي تكون الشمس أدفأ ما يكونا
ويصير الحب خبز العالمينا
                                                                              محمد مصطفى بن زيادة \ 1989

                                                                    





هناك تعليق واحد:

  1. أخي العزيز محمد

    قصيدة أكثر من رائعة بناءً ومعنى ورسالة
    (الأمراص منا والعلاج عند رب العالمين)

    لقد قرأت كل قصائدك ومقالاتك كلها جميلة ورائعة
    ومن يعرفك عن قرب يعرف أن هذا غيض من فيض من المعاني الساميةالتي تحتويها في داخلك

    نحن ننتظر المزيد

    وفقك الله

    ردحذف