الأربعاء، 12 أكتوبر 2011

مواكب العز

مازلنا ننهض كل صباح غير مصدقين لما حدث ,  وجلين أن يكون حلما .. لكنه حقيقة صنعها أبطال أحفادٌ لأبطال , أعادوا لليبيا وجهها البهي وأعادوا لنا نعمة الإنتماء لها والفخر بها .. سكبوا دماءهم وقدموا أرواحهم قرابين كي يمسحوا عن وجهها قتامة سنين الظلم والظلام .. إنهم مواكب تخط بعزمها وأرواحها دروب الغد ليضعوا ليبيا في مكانها الحقيقي بين الأمم ....... لهم أهدي هذه الكلمات المتواضعة ....




مواكـــــب العز

فخـرٌ عـلى فخـرٍ ومثـلي يفخـرُ            وصحـائفُ الأمجـادِ حولي تُسـطر
تهتز أوتـاري وتعزِفُ مهجتي             لحنـــاً شجيـاً في الدّنــا يتبختـــر
هذا زمان المعجزات فكبـــــري            ياليبيــــــــا فاللـــــهُ أعلى وأكبـر
من حكمِ طاغيةٍ ثنى أعطافــــه            ليُضــلّ عـــن سُبـــــل الإلهِ ويَفْجرُ
يعتاش من قهر العباد تجبـــــراً            ويـــــــح العباد إذا الرعاع تأمّروا
لكأن أرزاق العبـــاد حلالـــــه              منها يبـــــذّر في الورى ويبعثـر
أو أن أرواح العبـاد مشاعـــة              يقتل منهــــا ما يشــــاء ويأســــر
نار الضغينة تصطلي في صدره           فيظلّ مسلكـــــــه الطريق الأعسرُ
فإذا أمانينــــا البريئةُ تهمـــــةٌ             وتـــوارد الاحــلام جـــرمٌ أكبــــر
وإذا تفاصيل الحيــــاة مصائب             تترى على رأس العباد وتمطــــر
وإذا الظلام يمدّ نســــج خيوطـــه                  يغتال وهج الأمنيــــــــات ويقبــــر
فتضيق أرجاء البلاد من العنــَا            وتضيق أخـــلاق الرجـــال وتقفر        
حتى إذا اشتدّت وشُدّ وثاقهـــــا           واستحكمت حلقاتهــــا والمِغْفـَــــر
وتطاول الّليل البهيـــــم وأيقنت            منّـــــــــــــــا النّفوس بأنه لامَعْبــَـر
لاحت على صبرٍ بشائر فجرنــا            تبدو على الأفق البعيد وتظهـــــــر
يحمل مشاعلهــا بنونٌ أوقـــــدوا                   مهجاتهم عزماً يفـــــــور ويكبــــر
حَمَلـــــوا على أكتافهم أكفانـــهم                   ومضــوا الى العليــاء لم يتأخروا
في موكب ٍ من نصر يرسل طرفه         شــــزراً فتهتز العروش وتُدحــر
لتصير أوكار الطغـــــــــاة شواهدا        لختامهم ودواء من يتقيصـــــــر
في موكبٍ من حقّ يقتحــم الدجى                ويهدّ أوثان الظــــلام ويكســـــــر        
يسكبْ ملامحـه على أفقٍ بهي             يأسـو الجراح الماضيات ويَجْبُر
تتعانق الاضــــــواء في جنباته            والعتْمُ عن عتباتـــــــه يتقهقـــر
في موكبٍ من مجد يرسل غيمه           يترى فتهتــز المروج وتُزهـــــر
هذا صنيع بنيـــــك من أرواحهم          نسجوا لك أثواب عزٍ تَبْهَــــــــــر
صفعوا وجوه الحادثـات بعزمهم          وتنعّلوا أعنــــــــــــاق من يتجبر
واستنزلوا التاريخ من عليــاءه            ومضـــــوا به لعــــلاهمُ يتبختر
وبزاكيــات دمــاءهم وبغاليــات نفوســــهم وبهمة شمّــــــاء لا تتكســــــــر
نقشوا ملاحمهم سناءً خالصــا            يكسو الزمــــــان فكل يـومٍ أنور
ترنو إليه الملحمــــات حسيرةً             والدهـر من نفحــــاته يتعطــــــر
فلتفخــري يا ليبيــــا بصنيعهم             فبـِهِ التواريـخ تتيــــهُ وتفــخــر
وتعـاظمي فلك الشموخ مطيةً              والعــــزّ تاجــــك والنبالة مئزر
وازجي الدلال على بنيك فكلهم            رهن لطرفك لو يشير ويأمـــر
ولتهنإي بغدٍ يلوح بخصبــــــه            جذلان يهـــــزأ بالطغاة ويسخر
ويبث في نسغ البلاد بهـــــــاءه           يروي التضاريس العجاف فتعمر
ولتحمــدي فضل الإله ومنّه               فبحمــــده النعمـــا تدوم وتثمـــر

         محمد مصطفى بن زيادة-طرابلس- 25\08\2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق