السبت، 2 مارس 2013

الثورة والدولة .. وبينهما برزخ

كتبت في 25/1/2013 ونشرت  في (الفيسبوك)
 
بسم الله والحمد لله .... ان الانتقال من حالة الثورة الى حالة الدولة واعادة القوة والشرعية الى أجهزة الدولة الرسمية بعد فترة ظلت خلالها القوة والشرعية لدى الثوار بأجهزتهم وتنظيماتهم المختلفة بناء على تداعيات الاحداث ومتطلبات المرحلة هو أمر مهم وضروري ولكنه في نفس الوقت حساس ودقيق جدا وأي خطوات غير مبرمجة وغير محسوبة بشكل دقيق قد تؤدي الى عواقب وخيمة وان العمل الذي قام به الثوار في المجال الامني ر...غم ما شابه من قصور واختراقات كان عنصرا حاسما في المحافظة على مكتسبات الثورة وزخمها من المتربصين بها والساعين لافشالها وكل له اغراضه ومآربه الخاصة. وفي الوقت الحالي تقوم وزارتي الدفاع و الداخلية برسم الخطط واصدار القرارات من اجل اعادة القوة والهيبة لأجهزتها ولفرض سيطرتها على الساحة العسكرية و الامنية ولكن عند التنفيذ يتضح جليا ان الأدوات اللازمة لذلك لا زالت لم تصل الى القدرة الكاملة على التنفيذ وان اخراج وتفكيك اجهزة الثوار العاملة في المجال خاصة الشرطي والامني قبل وصول اجهزة الداخلية الى الجاهزية المطلوبة هو ببساطة يعني افراغ الساحة وافساح المجال لكل من في نفسه مرض ان يسرح ويمرح في البلاد بدون رقيب ولا حسيب والامثلة ظاهرة أمامنا وما يفعله المتطرفون والمهربون وتجار المخدرات في مدننا الرئيسية وفي قرانا البعيدة خير مثال. ان تذرع الجيش والشرطة بعدم قدرتهم على القيام بواجباتهم نظرا لوجود جهات اخرى أخذت مقراتهم ومارست اختصاصاتهم هو تذرع الضعيف العاجز والضعيف العاجز لا يمكن ان يوفر حماية للآخرين لانه لم يوفرها حتى لنفسه وعليه فان استبدال الاجهزة الموجودة في الساحة بأخرى رسمية جديدة يجب ان يتم بعد ان تقف الرسمية الجديدة على قدميها وتصبح اقوى من القديمة وقادرة على استعادة اختصاصاتها وممتلكاتها طواعية أو جبرا وعلى وزارتي الداخلية والدفاع أن تبحثا القيادات التي تمتلك القدرة والكفاءة والحماس والرغبة في التضحية من أجل صناعة وتجسيد مثل هذا الهدف. اننا عندما نتمعن في تجارب بعض قيادات الثوار الناجحة في تأسيس وادارة وحدات ولجان عسكرية أو أمنية بدون ان يزودوا بموارد ثابتة أويمنحوا صلاحيات رسمية ولكنهم رغم ذلك وبواعز ديني أو وطني تمكنوا من اضافة خطوة ايجابية في بنائنا الجديد ونقارنهم برجال يتربعون على كراسي المناصب ويمتلكون الصلاحيات اللازمة ويحصلون على الموارد المطلوبة لأداء مهامهم ولكنهم غير قادرين على اضافة شيئ ولا صناعة اي نجاح يتضح لنا أن صناعة النجاح تتطلب اختيار القيادات الصحيحة أولا وثانيا وثالثا ثم تأتي باقي المتطلبات ولاختصار الطريق علينا ان نبحث عن هذه القيادات بين الثوار الذين نجحوا في معاركهم وتحدياتهم في المراحل السابقة ولديهم تجارب واضحة ونوايا سليمة حتى نتمكن من التحرك الى الامام ونحن على يقين أننا في أيدي أمينة . ان ما يفعله الازلام والمتطرفون في بنغازي وما يفعله امراء الميليشيات وتجار المخدرات والخمور في طرابلس ومايفعله المهربون في اطراف البلاد وأقاصيها هو نتاج قصور امني واضح لم تتمكن الداخلية من تغطيته ولم يترك الثوار ليواصلوا عملهم الى ان تقف اجهزة الداخلية على قدميها وهذا خلل تدفع ثمنه الدولة ومؤسساتها والمواطن وأمنه وحياته . والى أن تثبت الدولة وأجهزتها قدرتها على استعادة ممتلكاتها وحمايتها وممارسة مهامها في حماية الوطن والمواطن عليهم الا يتركونا فريسة لكل متطرف يلبس مسوح الدين أو متعاط للسموم مريض أو طماع يعتدي على الحقوق فللأجانب دولهم التي تخاف عليهم وتطلب منهم المغادرة أما نحن فهذا وطننا ما لنا ملاذ ولا موئل سواه وهو ينظر الى كل ثائر أصيل وعالم جليل ومسؤول نبيل أن صفوا النفوس وشدوا الهمم فلم يبق الا القليل .. والسلام عليكم.

هناك تعليق واحد: